نظرة موجزة على تأثير النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات والنظام الغذائي شديد انخفاض الكربوهيدرات على الأشخاص المصابين في السكري

كيف يمكن أن يؤثر منخفض الكربوهيدرات وشديد انخفاض الكربوهيدرات على الأشخاص المصابين في السكري من النوع الأول؟ الخطوة الأولى هنا هي توضيح ما يُفهم من تعريفَي الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات وشديدة انخفاض الكربوهيدرات(VLCD) 

ويعرض الجدول التالي أحد أشكال البيانات المُجمع عليها في وصف الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات وشديدة انخفاض الكربوهيدرات والمقارنة بين دلائلها.

الجدول رقم 1: الوصف المجمع عليه للنظم الغذائية مختلفة مستويات الكربوهيدرات

تعد النظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات من أكثر موضوعات التغذية بحثًا فيما يتعلق في السكري. ولكن تجدر الإشارة إلى أن أغلبية الأبحاث ترتبط بالأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري، ولهذا ينبغي توخي الحيطة دائمًا عند ربطها بالأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري.

نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات

بدأت الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة تتساءل عما إذا كانت الكربوهيدرات من المفترض أن يكون لها هذا الدور الأساسي في النظم الغذائية للأشخاص المصابين في السكري أو غير المصابين به أم لا. ففي حالة الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري، قد تساعد النظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات في خفض مستوى الكوليسترول والهيموجلوبين السكري (HbA1c)والوزن. علاوة على ذلك، فإن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يساعد كذلك في تقليل احتمالات الإصابة بالنوع الثاني من السكري.

وقد أدرجت بالفعل واحدة من الجهات المرجعية وهي جمعية السكري الأمريكية (ADA)1النظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات في توصياتها باعتبارها أحد أنماط التغذية الممكنة. وكذلك تطرح أحدث الإرشادات البريطانية الصادرة  من منظمة Diabetes UKالنظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات كأح د الخيارات الممكنة. ومع أن منظمة Diabetes UK قد طرحت ذلك حديثًا، فإنه لا يوجد ما يكفي من القرائن القوية التي توضح ما إذا كانت فوائد الالتزام بنظام غذائي منخفض الكربوهيدرات أكثر فعالية من أي نظام غذائي آخر أم أقل فعالية.

النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات والنوع الأول من السكري

ما زال تأثير النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات في حالة الأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري محل جدال لعدة أسباب. فبشكل عام، لم يُجر ما يكفي من الدراسات التي تشير إلى أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات يحقق فوائد أكبر للأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري.

علاوة على ذلك، فإن القرائن التي تربط بين النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات والنوع الأول من السكري أقل بكثير، وبالكاد يمكن العثور على بيانات جيدة بما يكفي عن الأطفال والحمل.

وق د نُشرت في أواخر عام 2018 نشرة طبية 2 أعدها مجموعة من الخبراء في التغذية والنوع الأول من السكري. وفي ذلك المقال، خضعت جميع المقالات المنشورة عن هذا الموضوع للمراجعة. وق د خلصت تلك المراجعة إلى أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات له تأثيراته المفيدة على التحكم في سكر الدم، هذا رغم أنه ما زالت هناك حاجة إلى مزي د من الدراسات التي تؤكد ذلك بوضوح. والخلاصة؛ أنه يبدو أن التحكم ف ي سكر الدم ق د تكون له آثار إيجابية، إلا أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات كي تكون هذه النتيجة جازمة.

النظام الغذائي شديد انخفاض الكربوهيدرات والنوع الأول من السكري
يطلق أيضًا على النظم الغذائية شديدة انخفاض الكربوهيدرات النظم الغذائية الكيتونية شديدة انخفاض الكربوهيدرات. والسبب في هذه التسمية هو أن الجسم في الحالات الطبيعية عندما لا يحصل على ما يكفي من الكربوهيدرات اللازمة لتوليد الطاقة، فإنه يكسّر مخزونات البروتين والدهون الموجودة داخله. وتنتج عملية تكسير الدهون للحصول على الطاقة الكيتونات كناتج فرعي. وفي العادة لا تمثل الكيتونات للأشخاص غير المصابين في السكري أي ضرر، ولكن إنتاج الكيتونات في الأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري قد يكون خطيرًا بل وقد يؤدي إلى الوفاة إذا تُركت مستوياتها ترتفع بسبب عدم أخذ ما يكفي من الأنسولين.

نُشرت في شهر مايو من عام 2019 ورقة بحثية أخرى في دورية طب الأطفال 3 عن دراسة أجريت على دور النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات في علاج النوع الأول من السكري. وقد وجدت هذه الدراسة أن الأطفال والبالغين الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا شديد انخفاض الكربوهيدرات استطاعوا أن يتحكموا بشكل أفضل بكثير في سكر الدم، ووصل مستوى الهيموجلوبين السكري (HbA1c)لديهم إلى 5.7 %  60)ملليمول/مول( فضلا عن انخفاض ملحوظ في الحوادث الناتجة عن انخفاض سكر الدم. والفكرة التي يعتمد عليها ذلك هي أن تقليل كمية الكربوهيدرات المستهلكة أدى إلى تقليل تقلبات الجلوكوز بعد الوجبات. أدى ذلك أيضًا إلى تقليل كمية الأنسولين المطلوبة، وأشار كذلك الأفراد المشاركون في هذه الدراسة إلى انخفاض وتيرة التعرض لانخفاض سكر الدم عن طريق الحفاظ على انخفاض مستويات الأنسولين في الدم على مدار اليوم. ورغم ما أثبتته نتائج هذه الدراسة من فوائد، فإنها ينبغي النظر إليها بشيء من الحيطة إذ إن هذه المجموعة كانت مجموعة من الأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري ممن تلقوا تشجيعًا علاوة على أن أولئك الأفراد هم من أبلغوا بأنفسهم عن الكميات الغذائية التي تحصّلوا عليها.

علاوة على ذلك هناك الكثير من المراجع التي تتناول الآثار السلبية لهذا النوع من النظم الغذائية على الأشخاص المصابين في السكري 2 . وتشمل تلك الآثار على سبيل المثال انخفاض معدلات النمو، وتقلبات مستويات الشحوم في الدم، وارتفاع احتمالات التعر ض لنوبات انخفاض سكر الدم والحماض الكيتوني، وعدم الالتزام بالمتابعة الغذائية.

من ذلك يتبيّن أنه لا ينبغي تعميم النظام الغذائي شديد انخفاض الكربوهيدرات على الجميع، ويُستحسن الحديث مع فريق الرعاية الصحية المتابع لحالة السكري لديك قبل بدء نظام غذائي من هذا النوع.

وخلاصة القول إن هناك إجماعًا بدرجة ما على تعريفات النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات والنظام الغذائي شديد انخفاض الكربوهيدرات، لكن هذا الإجماع لا يظهر دائمًا في المراجع المتخصصة. وقد أشارت بعض الدراسات إلى حدوث انخفاض كبير في مستوى الهيموجلوبين السكري، بل وحتى انخفاض في تكرار نوبات انخفاض سكر الدم وزيادة في المدى الزمني الفاصل بينها. ومع ذلك، ما زالت القرائن التي تدل على فعالية هذا النوع من النظم الغذائية وسلامتها قيد النظر. أما بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري، فثمة بعض المخاوف من التعرض للحماض الكيتوني السكري وكذلك احتمالية تأثر معدل نمو الأطفال المصابين بالنوع ذاته. علاوة على ذلك يحتاج الالتزام بالنظام الغذائي شديد انخفاض الكربوهيدرات أو منخفض الكربوهيدرات إلى تحفيز والتزام حتى يمكن اتباعهما لفترة على المدى البعيد. ننوه دائمًا إلى أهمية الحديث مع فريق الرعاية الصحية المتابع لحالة السكري لديك قبل بدء هذا النوع من النظم الغذائية.

المراجع

1.    Feinman RD, Pogozelski WK, Astrup A, et al. Dietary carbohydrate restriction as the first approach in diabetes management: critical review and evidence base [published correction appears in Nutrition. 2019 Jun;62:213]. Nutrition. 2015;31(1):1-13.
2.    Seckold R, Fisher E, de Bock M, King BR, Smart CE. The ups and downs of low-carbohydrate diets in the management of Type 1 diabetes: a review of clinical outcomes. Diabet Med. 2019;36(3):326-334. 
3.    Lennerz B, Barton A, Bernstein R et al. Management of Type 1 Diabetes With a Very Low–Carbohydrate Diet. Pediatrics. 2018;141(6):1-12
4.    Diabetes UK, 2019. Low-Carb Diet And Meal Plan. [online] Diabetes UK. Available at: <https://www.diabetes.org.uk/guide-to-diabetes/enjoy-food/eating-with-diabetes/meal-plans-/low-carb> [Accessed 19 September 2020].
5.    Evert A, Dennison M, Gardner C et al. Nutrition Therapy for Adults With Diabetes or Prediabetes: A Consensus Report. Diabetes Care. 2019;42(5):731-754